
جيش المهدي.. يأكل من "بوظة" بكداش ويحتل أموي دمشق

المشي في سوق الحميدية وملاحقة بقع الشمس المتسللة عبر ثقوب السقف، و"التحلاية" ببوظة من محل بكداش، ثم التوجه إلى الجامع الأموي؛ هي وصفةٌ دمشقية أدمنها الشوام على اختلاف مشاربهم، واعتادوا على نصح ضيوفهم بها.
الحرية للمشوار الدمشقي
إلا أن حال الشام لم يعد كما كان، فالحيمدية والأموي وحتى محل بكداش صارت من المستعمرات التي أورثها النظام للمرتزقة الشيعة القادمين من العراق، أصحاب شعارات "يالثارات الحسين"، و"لن تسبى زينب مرتين"، الذين ينتمون لـ12 فصيلا، تبدأ بـ"أبي الفضل"، ولا تنتهي بلواء "ذو الفقار".
وبحسب "محمد" أحد تجار الحميدية، فإن الأمن انتشر في السوق منذ أن خرجت مظاهرة الحميدية في بدايات الثورة وحتى اليوم، إلا أن شكل الانتشار الأمني -وفق التاجر- كان يختلف من فترة إلى أخرى، ففي البداية كان رجال الأمن يدّعون أنهم بائعين، وكانوا "يُبسّطون" في منتصف السوق.
ويتابع محمد: لكن لعبتهم كانت مكشوفة، لأنهم لا يتقنون اللهجة الشامية أولاً، ولأن دوريات التموين لم تكن تُلاحقهم كما كانت تفعل مع بقية "البسطات"!
وبحسب ناشط في تنسيقية دمشق القديمة، فإن الأمن عزز تواجده في الحميدية بعد الإضراب الذي أعلنه التجار عُقب مجزرة الحولة، ويوضح "أبو عمر" أن رجال أمن النظام باتوا حينها ينتشرون في السوق دون أي تمويه، وأن التشديد تضاعف على السوق منذ ذلك الوقت.

احتلال شيعي
وإذا كان وجود الشبيحة، وحواجز النظام التي أمسكت بخناق السوق من كل مداخلها، غدا "مُراً" على تجار الحميدية، فإن وجود مرتزقة تابعين لمليشيات طائفية من العراق هو "الأمر".
ووفق الناشط "أبو عمر" فإن مرتزقة وشبيحة الشيعة العراقيين ينتشرون اليوم في معظم حارات السوق، وهم لايكتفون بمراقبة المارة، بل يعمدون إلى التشبيح عليهم وتفتيشهم إضافة للتضييق على التجار.
ويوضح أبو عمر أن أغلب الأيام تشهد وجود شبيحة طائفيين من العراق في المسجد الأموي، وهم يقفون في ساحة المسجد بكامل عتادهم دون أن يُبدوا أي احترام لقدسية المكان وخصوصيته.
التاجر "نور" يقول إن الكثير من التجار صاروا مؤخراً يتغيبون عن الصلاة في المسجد الأموي، موضحا: بعد أن كنا نجتمع على صلاة الظهر والعصر، بدأ عدد كبير من تجار الحميدية يصلون في محلاتهم، تحاشياً للقاء المرتزقة العراقيين.
ووفق "أبو عمر" فإن تجار الحميدية يعتبرون وجود المرتزقة العراقيين في سوق الحميدية، حضوراً طائفياً يهدف إلى خنق السوق، وإفهام الدمشقيين أنهم لا يستطيعون التنفس في مدينتهم المحتلة من قبل جيش النظام وجيوش المهدي.
وفي الختام يقول أبو عمر: نعم هذه هي الشام المحتلة، لم تعد شام الياسمين بعد أن احتلتها بساطير المرتزقة متعددي الجنسيات.
لمى شماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية