تنهال التهم من اليمين إلى اليسار بحق هيئة الأركان، منها العمالة والخيانة والتواطؤ إلى درجة تسميتهم في بعض الأحيان بثوار الفنادق، ومرتكزهم في تلك الاتهامات، ظهور رئيس الأركان اللواء سليم ادريس بزيه المدني بعيدا عن جبهات القتال في مكاتب فخمة. إن هذه الصورة لا تعكس حقيقة الأمر وواقع هيئة الأركان.
إنه لمن الظلم القاسي أن ننعت من انشقوا عن النظام وتركوا رتبهم العسكرية وراء ظهورهم ومكاتبهم الفارهة ليلتحقوا بالثورة التي انطلقت مدنية من أجل الكرامة والحرية والعدالة لا إقامة الإمارات الإسلامية.
لقد عشت يوما كاملا في هيئة الأركان ولم أجد لا خيانة ولا مكاتب فارهة ولا فنادق، وجدت ضباطا باعوا نعيم مكاتب النظام، رأيت ضباطا يعملون وقليلا ما ينامون ويأكلون .. بعيدين عن عائلاتهم التي قذفتها الأقدار إلى خارج حدود الوطن.. ضباطا يتوقون إلى جبهات القتال التي انشقوا من أجلها لمقارعة نظام هم أكثر من يعرفونه.
بذلت هيئة الأركان (الجهة العسكرية الوحيدة التي حصلت على الشرعية الدولية)، جهودا جبارة للوصول إلى درجة الاعتراف العربي، وليس سهلا في ثورة سيطر عليها فوضى السلاح أن تحصل هيئة الأركان على هذا الاعتراف.
بل إن السلاح رغم شحه الإقليمي والدولي يأتي عن طريق الأركان التي تعرف أن تضع جهودها بخبرات ضباطها العسكرية لا بفوضى الإمارات والألوية المرتزقة.
إن هجمات التخوين التي تعانيها هيئة الأركان، ما هي إلا هجوم على عمل المؤسسات الذي نحن بأمسّ الحاجة إليه في الثورة السورية، فلا يمكن لدول عظمى أن تتعامل مع كيانات وأمراء حروب غير منضبطين.. وهو ما قالته الكثير من الدول علانية.
ومن هنا تأتي أهمية هيئة الأركان، التي تعتبر "بيت الجد" للثورة السورية وكل من يريد قتال هذا النظام للوصول إلى دولة مدنية تشبه السوريين.
لم أجد ثوار فنادق، بقدر ما رأيت مقاتلين نبلاء، ورح وطنية قادرة على حماية سوريا، هذه مشاهدات شخصية لمستها شخصيا، وكل من يريد التشكيك في وطنية الأركان، أقول له اذهب وشاهد .. ستجد عشاء البطاطا المسلوقة والبندورة.. وإن احتسيت القهوة – إن وجدت- فستكون في ضيافة ملكية.
عبدالله رجا - ريف حلب - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية