الاسم الرسمي لهذا المسلسل هو (عيلة ومكترة)، وبالإنكليزي (سوبر فاميلي)، وهو اسم- إذا دققتم- لا معنى له، فكيف تكون العائلة (مكترة) أو (سوبر)؟..
أنا أعتقد أن صُنَّاع المسلسل سموه كذلك من باب التقليد، أو إنتاج نسخة تايوانية من مسلسل (عيلة خمس نجوم) الذي أنتجته شركة شام الدولية في سنة 1993، عن نص للكاتب حكم البابا، إخراج هشام شربتجي، وقد قدم فيه فارس الحلو وأمل عرفة وسامية الجزائري وأندريه سكاف شخصيات مبتكرة عامرة بالظرف وخفة الظل،.. ومن يومها بدأت المسلسلات التي تحمل اسم (عيلة) تترى، وكان شعارها الأساسي هو البياخة والإسفاف، حتى إن هشام شربتجي نفسه أصبح يعطي أدوار البطولة في مسلسلاته العائلية لشاب حلبي سمين جداً، مغمور، اسمه مصطفى دياب.
كان الرائد الأول للكوميديا السورية المرحوم أبو رشدي حكمت محسن يكتب نصوصه الكوميدية الرائعة بقلم الرصاص العريض الخاص بالنجارين، ومنجدي اللحف، وكان يستهلك في كتابة التمثيلية البالغة نصف ساعة أكثر من خمسين صفحة، ومع ذلك كان الناس يتجمعون في المنازل
التي تحتوي على راديو، قبل موعد بث تمثيلياته، ليستمعوا إليها، ويضحكوا بصفاء وسعادة لا مثيل لهما..
إن سر نجاح أعمال حكمت محسن، ومن بعدها أعمال نهاد قلعي، ومسلسل (وين الغلط) لمحمد الماغوط، وبعض أعمال ياسر العظمة، وأعمال الليث حجو، هو كونها تنبع من حياة الناس، همومهم ومشاكلهم الحقيقية، وأما الأعمال التي تحاول التقليد، كمسلسل سوبر فاميلي (مثلاً)، فيكتب الواحدُ منها- عادةً- عندما يقرر مدير إحدى الشركات دخول غمار الإنتاج الكوميدي، فيجمع عماله ويقول لهم: (تعالوا نعمل شي كوميدي!).. فيؤتى بالكاتب، أو بمجموعة الكتاب.. وخذ على تأليف وإخراج وتمثيل من كعب الدست!
كتب مسلسل سوبر فاميلي كل من (تاج عبيدو- رشا شاهين- أكثم ديب- زكي مارديني- ناصر مارديني)، وأخرجه فادي سليم.. وأما أبطاله فقد جيء بهم من الممثلين الذين كانوا يشتغلون فيما كان يعرف بالنسقين الأول والثاني من الممثلين، ففي نسق (النجوم) كان يأتي بسام كوسا وأمل عرفة وفارس الحلو وقصي خولي وباسل خياط وأيمن زيدان وأندريه سكاف وعبد المنعم عمايري وكاريس بشار وعبد الهادي صباغ، وفي النسقين الأول والثاني يأتي نزار أبو حجر وجرجس جبارة ورياض شحرور وباسل حيدر وسلمى المصري وزهير رمضان..
القضية الأساسية الكبرى في المسلسل تظهر في الحلقة الأولى حينما يرفع المحامي رشيد المحامي إلى مستشار، ثم تودع لديه أمانة وهو الرجل
الشريف المثالي (لأنه شريف ومثالي أسند الدور للسيد زهير رمضان الذي عُرف بنزاهته المفرطة حينما كان عضواً في المكتب التنفيذي بنقابة الفنانين!!!!!!!!!).. ونلاحظ انعكاسات ذلك على أفراد العائلة، وعلى العائلات الأخرى ذات الصلة.
يلعب باسل حيدر دور الرجل الانتهازي، قناص الفرص، بنجاح باهر، ففي مطلع الحلقة الثالثة عشر مثلاً، يطلب من زوجته إبداء اهتمام خاص بضيف الأسرة، ولكنه يفاجأ بأخته العانس وقد أعدت لنفسها مكياجاً خاصاً، لنكتشف بعد ذلك أنها منجذبة للضيف، وهو منجذب لها.
تلعب دور الأخت المتصابية غادة بشور التي يتم اختيارها دائماً لأدوار المرأة (غير الجميلة)، وأما الضيف فهو صباح عبيد (الغضنفر) الذي توفي في شباط / فبراير 2013، بعد أن اكتسب شهرة خاصة بالدبكة التي أداها أمام مجلس الشعب يوم 30/4/2011.. وكانت مناسبتها قدوم بشار الأسد لإلقاء خطاب إعلان الحرب على الشعب السوري الذي خرج يطالب بالحرية والكرامة.. (لم يكن بشار، يومها، قد قدم أية بطولة تستحق الدبكة.. الرجل دبك فقط لرؤيته عن قرب)!
الموضوع الأساسي الذي يمكن للمرء تلمسه من خلال متابعة حلقات مسلسل سوبر فاميلي، هو عدم وجود موضوع معين.. والحقيقة أن إنتاج هذا المسلسل يتساوى في الأهمية مع عدم إنتاجه.
خطيب بدلة - زمان الوصل - زاوية: دراما الثورة السورية
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية