أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

إعلام الثورة من شبيحة الأسد إلى شبيحة الثورة ...اعتصام بدرعا وحجب بـ"زمان الوصل"

الائتلاف الوطني صامت تماماً تجاه "مصادرة حرية الرأي"...

ضاق الإعلاميون ذرعاً بسلوكيات جديدة تضيّق على حريتهم ففتحت صفحات هنا وإدانات في مناطق أخرى ووقفات احتجاجية، وصولاً إلى حجب تلقائي من "زمان الوصل" رداً على سلوكيات باتت مستنكرة من الإعلاميين السوريين الذين خرجوا على سياسات نظام الديكتاتورية والقمع الأسدي، فبدأت أولى صدماتهم مع قيادات عسكرية وأخرى مدنية.

وشهدت مدينة درعا وفي درعا البلد مهد الثورة وشرارتها وقفة اعتصامية واحتجاجية على ما أسماه بيان الإعلاميين بـ"محاولات تكميم الأفواه وتجيير الكاميرات لمسارات لا تتفق ورؤية الإعلام الباحث عن حريته وحرية السوريين".

واعتبر البيان المنشور على صفحات التواصل الاجتماعي أن ما يحدث تشبيح ضدهم راجين مشاركة قيادات الجيش الحر لمساندتهم في احتجاجاتهم، سواء بالحضور شخصياً أو بإرسال من ينوب عنهم، أو بالاتصال هاتفياً أو معنوياً واستنكارهم لأي تصرف فردي من أي جهة كانت ضد حاملي الكلمة الحرة، وتسجيلاً للانتهاكات بحق الإعلاميين بمدينة درعا.

وفيما يُظهر اليوتيوب مشاركة من الأهالي فإن مجلس قيادة الثورة بدرعا تلقف المشهد ليقدم بيانه متعاطفاً ومتعاضداً مع الإعلاميين لافتاً ومذكراً بأن "الإعلاميين الذين صنعوا من لاشيء كل شيء.

قدمو أرواحهم فداء الوطن فيما يتعرض الإعلامي للضرب والشتم والاعتقال إن حاول أن ينقل شيئاً خارجاً عن إرادة بعض شبيحه الثورة معلناً الدعم التام لأبطال الإعلام وحريتهم الكاملة ونطالبهم بنقد ونقل سيئاتنا نحن قبل غيرنا وأن تكونوا مع الله وتتقوا الله في ماتنقلونه".

وروى أحد القيّمين على صفحة اتحاد إعلاميي درعا على (الفيس بوك) في حديث لـ"زمان الوصل" :إن اعتصام الاثنين كان نتيجة لتراكمات منذ فترة طويلة و انتهاكات ضد إعلاميي الثورة الذين كانو يغطون أحداثها منذ انطلاقها و حتى اللحظة نتيجة لتغطيتهم الإعلامية للأحداث، سواء كانت عسكرية أو مدنية تخص المواطن و الأملاك العامة والشخصية, و بغض النظر عن الآراء الشخصية للإعلاميين حول تغطيتهم لهذه الأحداث.

الانتهاكات تمثلت بالإهمال من الناحية المعنوية حتى الناحية الطبية و كذلك بالاعتداءات الجسدية حتى الوصول إلى الشروع بالقتل أو التهديد به. 

لذلك قمنا كإعلاميين في مدينة درعا بتنظيم وقفة احتجاجية و ضد هذه المظاهر والأعمال المنافية لأخلاق الثورة, البعيدة كل البعد عن أخلاق كثير من قادة و عناصر الجيش الحر، وبمشاركة إعلاميين وكثير من عناصر الجيش الحر وقادتهم في ساحة التظاهر التي سميت بساحة الشهيد محمد الحوراني".

من جانبه قال الناشط الإعلامي جواد المسالمة الملقب بحوران العروبة لـ"زمان الوصل" نظم ناشطون إعلاميون في مدينة درعا وقفة احتجاجية صامتة اعتراضاً على تصرفات بعض أفراد الجيش الحر في مدينة درعا بعد تعرض عدد من الإعلاميين للاساءة على أيدي بعض الأفراد المحسوبين على كتائب الجيش الحر.
حيث نظم هذا الاحتجاج نتيجة لتراكم أفعال مسيئة بحق الإعلاميين الأحرار الذين يضحون بأنفسهم منذ انطلاقة الثورة وهم دائماً في الصفوف الأمامية لإيصال صوت الحق والشعب الثائر للعالم أجمع بدون أي انحياز أو انتماءات حزبية أوطائفية أو سياسية وبدون أي انتماء لأي قيادة عسكرية كانت أو مدنية.

وبعد ما كتب بعض الإعلاميين الأحرار عن بعض الانتهاكات على أيدي ضعفاء الأنفس المستغلين للأحداث الجارية، والذين قامو بنهب وسرقة مؤسسات الدولة التي تحررة على أيدي أبطال الجيش الحر التي هي ملك للشعب السوري وسرقة بعض المنازل المدنية التي هجرها أهلها بسبب المعارك الجارية في محيط منازلهم والتي هي أمانة في أعناقنا.

سب وشتم وتكسير
وأيضا تعرض أحد الإعلاميين للسب والشتم وتكسير كاميراته وأجهزة إيصال الحقيقة بسبب خلافات بين بعض القيادات في الجيش الحر أصغر بكثير من أهداف ثورتنا. وانتهاكات كثيرة حدثت في الماضي على اثرها وبعد تراكم هذه الانتهاكات قرر الناشطون الإعلاميون الأحرار بحرية الإعلام وحرية التعبير عن الرأي بشكل يليق بمبادئ الثورة التي خرج من أجلها الشعب السوري للمطالبة بالحرية والكرامة".

كما سارع العديد من إعلاميي درعا لإعلان تضامنهم من أبناء المهنة وزملاء الدرب، فقال الصحفي أديب الحريري من بصر الحرير"طبعاً العمل الإعلامي الثوري لا يختلف كثيراً عن العمل المسلح وكلاهما وسيلة لإسقاط هذا النظام والواجب اتحادهم أو التنسيق بينهم. لكن أعتقد أن هناك إعلاميين قدّموا ما لم يقدمه الكثير من عناصر الجيش الحر لذلك أنا شخصياً أرفض قوننة العمل الإعلامي الثوري تحت رغبات وإرادة عناصر من الجيش الحر لأننا نطالب بحرية الإعلام وموضعيته في نقل الحقيقة وملامسته للجراح لأجعله وسيلة لتحسين صورة بعض القيادات".

الصحفية هبة المسالمة من درعا البلد قالت:"تعتبر مهنة الإعلام ثاني أخطر مهنة ولكن في سوريا هي الأخطر بالفعل بمواجهة نظام كنظام الأسد ومن يريد أن يقف بوجه كاميرا يريد إخفاء حقية ما، ويريد التغطية على أخطائه بالتالي لا يختلف عن السلطة الحاكمة في دمشق ما يقوم به إعلاميو الداخل السوري في نقل الواقع المرير يجب أن يشجعوا عليه ويُكافأوا عليه بدعمهم نفسياً على الأقل، لا مصادرة أدواته فكما الجندي حريص على سلاحه في المعركه هكذا الصحفي حريص على كاميراته والمايك، ولولا هذا الصحفي لما خرجت الصورة إلى العالم لذلك على قيادات الكتائب في الجيش الحر أن تيسر للصحفي عمله لا العكس".

فيما يرى الصحفي مؤيد أبازيد من درعا البلد أيضاً:"الظروف التي يعيشها أي ناشط صحفي في مناطق درعا تستوجب تعاطف الجميع معه بما فيهم قيادات الجيش الحر وعناصره، فالأول ناقل للانتصار والجراح والهم والكرب وهو رفيق الطريق اليومي بوعورته وكثر من الناشطين قدموا أرواحهم، وهذا يحتاج ويبرهن على انتمائهم للثورة عملاً وممارسة ولا ينقص من دور الحر وعناصره شيء.. أعتقد أن ما حدث يستوجب المراجعة والتوقف عنده مطولاً لإنهاء هذه السلوكيات غير المشجعة والتي نستنكرها أولاً، والثاني للخروج منها وإعادة الصف الواحد .. ويدعو أبازيد لإنشاء مكتب إعلامي موحد برئاسة مدنية تحدد السياسات العامة للعمل الإعلامي وتنسق مع الكتائب بما يخدم الثورة ويجمع الصف ولا يفرق أبناء الثورة".

احتجاب طوعي وغياب الرقابة
وفي سياق استمرار معاناة إعلاميي الثورة أعلنت أول أمس جريدة "زمان الوصل" الالكترونية عن احتجابها طوعياً على خلفية تهديدات تلقتها من النظام السوري ومن بعض رجال ونساء المعارضة.

ونقل مركز الدوحة لحرية الإعلام بيان الجريدة الذي يؤكد إعلان الجريدة لوقف عمل مراسليها في حلب وريفها وإدلب وريفها حتى تتأكد من عدم المساس بأمنهم الشخصي من بعض "أذرع المعارضة".
وكانت مراسلة الجريدة في اسطنبول لمى شماس تعرضت لتهديد من قبل القيادي الإخواني نذير الحكيم، وكذلك تلقت الجريدة تهديدات عبر رسائل إلكترونية أرسلها أشخاص يعملون مع بعض شخصيات المعارضة، بالإضافة إلى تهديدات النظام التي يصعب حصرها في هذا المجال.

وقال رئيس تحرير الجريدة فتحي بيوض لمركز الدوحة لحرية الإعلام "تلقينا تهديدات من النظام تتحدث صراحة عن "القتل" وردتنا عبر البريد الالكتروني وعبر رسائل وصلت إلى موقع الجريدة الإلكتروني. وتأكدنا من مصدرها بواسطة عنوان بروتوكول الإنترنت (IP). كما تلقينا تهديدات عبر الزميلة لمى شماس في اسطنبول من قبل المعارض نذير الحكيم الذي قال لها "أعدمت اثنين بسببكم، أنتم عملاء للمخابرات السورية". نعتبر وصفنا بأننا عملاء للنظام تهمة خطيرة جداً في بئية معارضة. نحن ندعم الثورة النظيفة وننتقد بعض ممارسات المعارضة. وهذا ما جعلنا أعداءً للبعض.

وتعتبر "زمان الوصل" احتجابها عن الإنترنت، رسالة إلى الضمير العالمي لتسليط الضوء على معاناة الصحافيين السوريين عموماً، وخصوصاً العاملين على خطوط التماس وحتى المتواجدين في بلاد اللجوء.
وأضاف بيوض: "قررنا الاحتجاب الأحد لـست ساعات كنوع من الاحتجاج "المبدئي" على أن يبقى العمل سارياً في موقع الجريدة بالإنجليزية وصفحتنا على موقع "فيسبوك". وسنطلق لاحقاً حملة كبيرة بالتعاون مع شخصيات إعلامية وفنية لحماية الصحافيين والدفاع عن حرية الرأي."
هيئة الأركان تتعهد بحماية الصحافيين

وتعهدت هيئة الأركان العامة التي يرأسها اللواء سليم إدريس ببذل كافة الجهود اللازمة لحماية الصحافيين وضمان حرية الرأي وحرية العمل في البلاد، ومرافقة الصحافيين الراغبين في العمل بالمناطق المحررة.
وأدانت حوادث الاعتداء على الصحافيين، رافضة التضييق عليهم في المناطق المحررة، وذلك ردّاً على رسالة وجهها مركز الدوحة لحرية الإعلام لهيئة الأركان يطالبها بتوفير الحماية للصحافيين والحرص على عدم استهدافهم، وتمكينهم من أداء مهامهم بشكل آمن.

وأكد بيوض لمركز الدوحة أنه لا يتوقع أن "اللواء سليم إدريس وأي قيادي للمعارضة قادر على حماية الصحافيين في المناطق المحررة، فكيف في المناطق التي يسيطر عليها النظام"، معتبراً أن المشكلة باختصار عدم وجود قيادة موحدة لكتائب الثوار وهو ما ينتج تصرفات ربما تكون فردية أو شبه فردية تستهدف الصحافيين".

وقال إن "هناك اتهامات من بعض الشخصيات وتعمم على "فيسبوك" مثل "الصحافي فلان عميل للمخابرات الغربية، والآخر للمخابرات الأمريكية"، ما يزيد الخطورة على حياة الصحافي وحريته".


محمد المقداد - زمان الوصل
(125)    هل أعجبتك المقالة (119)

شاهر الحمادي

2013-06-13

نشكر جهودكم ونتمنى الرقي بالعطاء.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي