أصبح السناتور الجمهوري "جون ماكين" أرفع مسؤول أمريكي يدخل المناطق المحررة من سوريا منذ بدء الأزمة الدامية التي دخلت عامها الثالث.
ماكين، المعروف بانتقاده الشديد لتقاعس أوباما تجاه الأزمة السورية، قام اليوم الاثنين 27 مايو أيار بزيارة لم يعلن عنها عبر خلالها الحدود التركية إلى سوريا برفقة اللواء سليم إدريس، قائد هيئة الأركان في الجيش السوري الحر، وفقا لخبر حصري نقله "ديلي بيست".
زيارة ماكين استمرت عدة ساعات قبل أن يعود إلى تركيا، وفي كل من سوريا وتركيا، "إدريس" و"ماكين" اجتمعا مع قادة من ألوية وكتائب الجيش السوري الحر، الذين أتوا من جميع أنحاء سوريا لحضور اللقاء.
وخلال سلسلة اجتماعات، دعا قادة "الحر" الولايات المتحدة إلى تكثيف دعمها للمعارضة السورية المسلحة، وتزويدهم بالأسلحة الثقيلة، وفرض منطقة حظر الطيران، وشن غارات الجوية على النظام السوري وقوات حزب الله، التي تنشط بشكل متزايد في سوريا.
وأشاد "إدريس" بزيارة "ماكين"، كما انتقد سياسة إدارة أوباما سوريا، حيث قال إدريس: زيارة السيناتور ماكين الى سوريا مهمة ومفيدة جدا وخصوصا في هذا الوقت، نحن في حاجة إلى مساعدة أمريكية لتغيير الأمور، ونحن الآن في وضع حساس للغاية
وتأتي زيارة ماكين فيما تدرس إدارة أوباما زيادة الدعم للمعارضة السورية، وتدفع في نفس الوقت المعارضة للتفاوض مع النظام، خلال مؤتمر جنيف 2.
قال إدريس: ما نريد من حكومة الولايات المتحدة هو اتخاذ قرار لدعم الثورة السورية، وتقديم أسلحة وذخائر وقذائف مضادة للدبابات ومضادات طيران.. بالطبع نحن نريد منطقة حظر الطيران، ونحن نريد توجيه ضربات استراتيجية ضد حزب الله داخل لبنان وداخل سوريا.
ورأى إدريس أن مؤتمر جنيف 2 لن يكون مفيدا إلا إذا كانت هناك شروط مسبقة ومحددة، وهي شروط لن يوافق عليها النظام.
وفسر: نحن مع جنيف إذا كان يعني تنحي بشار ومغادرته البلاد، وجلب المسؤولين العسكريين التابعين للنظام إلى العدالة.
وقبل دخوله سوريا، عقد "ماكين" و"إدريس" اجتماعات منفصلة مع قادة الجيش السوري الحر ونظرائهم من المجلس الثوري المدني في مدينة غازي عنتاب، وقد جاء القادة العسكريون والمدنيون من جميع أنحاء سوريا للقاء، ومن ضمنهم قادة من حمص، القصير، إدلب، دمشق، وحلب، وقد ترأس إدريس جميع الاجتماعات.
وتولى تنسيق رحلة ماكين بمساعدة "سيريان إمريجنسي تاسك فورس"، وهي منظمة أمريكية غير ربحية تعمل لدعم المعارضة السورية.
المسؤولون العسكريون والمدنيون أخبروا ماكين بنقص الذخيرة وعدم امتلاكهم أسلحة فعالة لمواجهة طيران النظام، كما أكدوا تصاعد دور المستشارين العسكريين الروس في دمشق، فضلا عن تدفق حشود من المقاتلين الإيرانيين والعراقيين.
وأكد القادة إن حزب الله أخذ على عاتقه الحرب في حمص، مقدرين عدد مقاتلية بين 4 و7 آلاف في المدينة وحولها، وهي نسبة تفوق مقاتلي الجيش الحر الذين يقدرون بألفي مقاتل في المنطقة.
وقال القادة أيضا أمام ماكين إن النظام استخدم الأسلحة الكيميائية في مواقع متعددة.
المدير السياسي لمنظمة "سيريان إمريجنسي تاسك فورس" إليزابيث أوباجي رأت أن اللقاء هو بداية انخراط المهم بين مختلف القوى في حكومة الولايات المتحدة والشعب بقواه المدنية والعسكرية.
وأشارت أوباجي أن ماكين هو أول سيناتور أمريكي تطأ قدماه أرض سوريا الحرة.. وهذه خطوة هائلة.
معاذ مصطفى، المدير التنفيذي لمنظمة "سيريان إمريجنسي تاسك فورس" نقل عن القادة المدنيين والعسكريين أنهم أعربوا أمام ماكين عن إحباطهم من سياسة الولايات المتحدة، لأنهم يعتقدون أن تسليح الشعب السوري يصب في مصلحة كل من الولايات المتحدة وسوريا.
وأضاف مصطفى: نحن بحاجة إلى زيادة زخم هذه النوع من الزيارات التي يقوم بها كبار واضعي السياسات، إنها أفضل طريقة لمعرفة من يستعدون لتسليحهم.
ترجمة: زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية